Wednesday, August 29, 2012

وول ستريت جورنال: مرسى يوثق علاقته السياسية والاقتصادية ببكين.. والدور الصينى فى الشرق الأوسط يمثل تحديا كبيرا للنفوذ الأمريكى.. وواشنطن تجد نفسها فى تنافس نادر مع بكين لجذب انتباه القاهرة

زيارة مرسى فى الصين
زيارة مرسى فى الصين

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسى فى أول جولة رسمية له خارج الشرق الأوسط، قام بخطوات مبكرة من أجل توثيق علاقة مصر بشكل أكبر مع بكين، فى الوقت الذى يمثل الدور الصينى فى المنطقة تحديا متزايدا أمام النفوذ الأمريكى فيها.

وأشارت الصحيفة إلى أن مرسى استطاع خلال الزيارة تأمين رصيد من المساعدات الاقتصادية فى مصر، والتقى بنظيره الصينى هيو جينتاو. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تلك الزيارة تؤكد أن القاهرة وغيرها فى المنطقة ينظرون إلى الصين كشريك مهم، فالعلاقات الدافئة تأتى على الرغم من تردد الصين فى دعم الثورات التى جاءت بمرسى وآخرين إلى السلطة.

ونقلت الصحيفة رؤية المحللين الصينيين لهذه الزيارة المهمة، حيث اعتبروها مؤشرا على أن نهج الصين فى التعامل مع الربيع العربى لم يؤثر سلبا على علاقتها مع القوى الإقليمية، فيرى وانج سوالاو، الباحث فى شئون علاقات الصين بالشرق الأوسط فى جامعة بكين، إنه لو كانت الصين سيئة للغاية لشعوب الشرق الأوسط، فلم يكن الرئيس مرسى ليأتى إليها.

وتتابع وول ستريت جورنال قائلة، إن الصين تكافح بعض التصورات السلبية عنها فى بعض مناطق الشرق الأوسط، لاسيما بعد معارضتها إصدار قرار من مجلس الأمن القومى ضد النظام السورى ومعها روسيا.

إلا أن محللين يشيرون إلى أن قضية سوريا لن تكون محل تركيز لقاءات مرسى فى الصين، فالاقتصاد المصرى تأثر بشدة بسبب الاضطرابات السياسية، والقاهرة تسعى إلى تصوير الزيارة على أنها ترتكز على الاستثمارات وليس سياسات الربيع العربى.

ويقول نبيل فهمى، السفير المصرى السابق لدى واشنطن والذى يشغل حاليا منصب عميد كلية الشئون العامة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة قوله، إن الأمر لا يتعلق بسوريا، ولكنه يتعلق بالعلاقات الثنائية مع مصر والمشروع الجديد لمصر على الساحة الدولية.

وينظر المحللون إلى حرص مرسى على تعميق العلاقات مع الصين كأحدث مؤشر على ظهور بكين كقوة سياسية فى الشرق الأوسط بما يعقد السياسة الخاريجية لأمريكا فى المنطقة، ويقول ديفيد سشينكر، إن زيارة مرسى جزء من استراتيجية أكبر لإنهاء الاعتماد المصرى على الغرب بشكل أساسى.

وصناع القرار الأمريكيون، تقول الصحيفة، بينما لا يزالوا يدرسون كيف ستتطور سياسات مرسى، إلا أنهم يجدون أنفسهم فى موقف نادر من منافسة نظرائهم الصينيين على جذب انتباه القاهرة، وسيسعون إلى تجنب احتمال أن تستغل القاهرة واشنطن ضد بكين فى التنافس على النفوذ الإقليمى.

ويقارن البعض تعميق الروابط بين مصر والصين، باتجاه بكين نحو إيران عقب الإطاحة بالشاه المدعوم من الغرب عام 1979. وفيما بعد لعبت إيران دورا فى تأمين موارد الوقود للصين لتعزيز نموها الاقتصادى، وربما تخدم العلاقات الدافئة للصين مع مصر مصالحها وطموح الاستراتيجى على المدى البعيد فى الشرق الأوسط.

No comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...